Translate

السبت، 21 ديسمبر 2013

سر "السلاح الاستراتيجي" الذي يستخدمه "السيسي" لإذلال "أوباما"

.
.
كاتب أمريكي يكشف سر "السلاح الاستراتيجي" الذي يستخدمه "السيسي" لإذلال "أوباما"





السبت 21 ديسمبر 2013  كتب ميادة ابو طالب 

يوميات جنرالات أمريكا علي شاطئ قناة السويس
عن أهمية قناة السويس والدور الذي يمكن أن تلعبه سياسيا في رسم خريطة العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية كان هذا المقال للكاتب الأمريكي ستيفن كوك بصحيفة "فورين أفيرز" الأمريكية والذي أكد فيه أن قناة السويس هي أحد العوامل التي تشكل العلاقات بين القاهرة وواشنطن لافتا إلي أن الرحلة من رفح المصرية الموجودة علي الحدود مع غزة وصولا إلي ميناء الإسماعيلية الواقع علي قناة السويس تبدو مملة علي الرغم من المرور بمدينة العريش عاصمة شمال سيناء فإننا نجد أننا ننتقل من الصحراء إلي منطقة مليئة بناقلات النفط وحاويات السفن حيث الممر المائي الدولي الهام
وعلي الرغم من مرور 150 عاما علي حفرها فإن قناة السويس لاتزال تلهم بالرهبة حين أكتب عنها، فهذا الممر المائي الذي يبلغ طوله 120 ميلا هو حلقة وصل حيوية بين أوروبا وآسيا مما يجعل منها كنزا استراتيجيا وإحدي العجائب التي قام بها الإنسان، وعلي الرغم من تغير قوانين السياسة والاقتصاد منذ عام 1869 أي تاريخ حفرها فإن القناة لم تتأثر بتغيير هذه القوانين.
مشيرا إلي أن بعض المراقبين يقولون إن أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة تراجعت خلال الثلاث سنوات الماضية، بسبب التحول في السلطة والاضطرابات وتساءل كوك حول ما إذا كانت مصر لا تزال علي قدر الأهمية وهل تعتمد علي أن قناة السويس لا تزال من أهم النقاط الحيوية في السياسة الدولية أم أنها اعتبرتها من مخلفات الماضي؟ وأجاب بأن أي فكرة تقول بأن القناة فقدت أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية يجب أن تتعامل مع وجهة نظر أكبر من مكان القناة في التاريخ المصري وتعتمد بشكل كبير علي الفهم العميق لكيفية العلاقة التي تشكلت علي مدار التاريخ بين مصر والعالم من خلال هذا الممر المائي.
وعاد كوك بالتاريخ قائلا إن قناة السويس ترتبط بشكل حصري تقريبا مع اثنين من الشخصيات في النصف الأخير من القرن التاسع عشر وهما الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسيبس والخديوي إسماعيل حفيد محمد علي الذي حكم مصر في الفترة ما بين 1805 و 1848 ويعتبر مؤسسها الحديث.
وأشار كوك إلي أن فكرة حفر قناة السويس وفقا للكتاب الذي ألفه زاكاري كارابل ترجع إلي عام 1798 عندما غزا نابليون مصر حيث إن القائد الفرنسي لم يستطع تنفيذ خطته المتعلقة بربط البحرين الأحمر والأبيض، ولكن بعد ثلاثين عاما جاء مهندس فرنسي أيضا يدعي بارتيليمي حاول بكل ما يملك من جهد أن ينفذ فكرة قناة السويس وبالفعل استطاع من خلال ديليسيبس أن يقنع سعيد باشا الابن الأصغر لمحمد علي بتمويل المشروع وبعد عشر سنوات من العمل الشاق افتتح إسماعيل القناة في عام 1896 في احتفال كبير بمدينة بور سعيد كان هدفه الاحتفال بتحديث مصر ومنحها مزيدا من الاستقلالية عن الدولة العثمانية وهو الهدف الذي كان قد حاول محمد علي تحقيقه .
واستعان إسماعيل بضباط الكونفدرالية الأمريكية بعد انتهاء الحرب الأهلية هناك لتدريب الجيش المصري أملا في أن يحسن قدراته لمواجهة أي محاولة للسيطرة علي مصر من قبل اسطنبول لكن المهمة العسكرية الأمريكية فشلت نظرا لمقاومة الضباط العثمانيين الموجودين بالجيش المصري لهذا الهدف.
لكن طموح إسماعيل بتحقيق الاستقلال عن الدولة العثمانية أدي إلي ارتكابه لعدد من الحماقات الأخري، معظمها تركز في إهدار موارد ضخمة من أجل تطوير القاهرة علي غرار العواصم الأوروبية وبناء السكك الحديدية بشكل سريع ومشروعات البنية التحتية الأخري مما أدي إلي استنزاف الموارد المالية المصرية ونتيجة لذلك باع إسماعيل حصة مصر كاملة من قناة السويس للمملكة المتحدة عام 1875 واضطر لقبول تعيين لجنة فرنسية بريطانية مشتركة لإدارة الدين العام، وهي اللجنة المسئولة عن الإشراف علي التزامات الخديوي لمختلف المؤسسات المالية في أوروبا مما سمح لهم بالتدخل بشكل كبير في الشأن المصري، وعملت هذه اللجنة علي نقل السلطة إلي ابن إسماعيل وهو توفيق بما يضمن استمرار المصالح الكبري في مصر، فرئيس وزراء بريطانيا في ذلك الحين بنيامين دزرئيلي أعلن بعد شرائه أسهم القناة من مصر أنه أحرز نصرا كبيرا عزز من خلاله مستعمرات بلاده في آسيا والهند ولكن إسماعيل وعمه سعيد باشا كانا يعلمان أن إنشاء قناة السويس سيكون له علي المدي الطويل تأثير تحولي علي مصر فهذا الممر المائي سيكون محور التجارة العالمية وسيكون له تأثيره علي القضايا الجيوستراتيجية بالعالم حتي لو استمرت البلاد تحت القوي الاستعمارية إلي الخمسينيات من القرن العشرين وبعد ثمانية عقود من الامتيازات المكتسبة للندن من القناة، استطاع المصريون أن يحصدوا فوائد هذا المشروع الضخم، ففي عام 1952 استطاع الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر الإطاحة بالملك فاروق ونفيه خارج البلاد، لكن هذه الخطوة لم تكن كافية لاستعادة القناة ولم يتم ذلك إلا بعد أن أعلن ناصر في عام 1956 تأميمها، للاستفادة من إيراداتها في بناء السد العالي، لتكون هذه الخطوة هي الأخيرة لتحرير القناة وتعزز ذلك بعد اقتحام الجنود المصريين للضفة الشرقية التي كان قد سيطر عليها الإسرائيليون عام 1973 ومنذ ذلك الحين مثل هذا الممر المائي الخلاص الوطني للمصريين.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه القناة علي المحك مع القومية المصرية كانت قوة عظمي مثل الولايات المتحدة تميل إلي رؤيتها مثلما كانت تراها القوي العظمي في الماضي، حيث إنها أصبحت ممرا حيويا لمرور السفن الحربية الأمريكية، ولكن الجدل لم يصبح حول السيطرة المصرية علي الممر فالأمر أصبح مقبولا في ظل المساعدات الأمريكية لمصر، ولكن بعد ثورة 30 يونيه بدأ الإرهاب يتسلل إلي شبه جزيرة سيناء مما أثار القلق حول أمن القناة.
ولفت كوك إلي أن الجماعات المسلحة حاولت الإضرار بقناة السويس ونظرا لخطورة المواد المحمولة علي السفن فإن هذا الهدف لن يحتاج من الإرهاب سوي عدد قليل من الأسلحة، وهذا هو السبب الذي دفع الجيش المصري إلي توفير موارد كبيرة لضمان العبور الآمن بالقناة، حيث تتعاون كل من البحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي وخدمات الأمن الداخلي وقوات تحصين الطرق والمرافق المرتبطة بها للتخفيف من احتمال وقوع هجوم، لكن بطبيعة الحال لا توجد ضمانات، وهناك من يشكك في قدرات الجيش لاسيما بالنظر إلي المتاعب التي تواجهها سيناء حاليا، رغم أن المسئولين المصريين والولايات المتحدة يعتبران أن احتمال نجاح الإرهابيين في وقف الملاحة بالقناة ضعيف جدا.
وأكد كوك أن النقاش الحالي حول المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بعد الإطاحة بمحمد مرسي في واقع الأمر يتوقف جزء كبير منه علي القناة.
وعلي الرغم من أن البعض يحاول التقليل من شأن القناة ويوحي بأنها أصبحت أقل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة إلا أن هذا القول لا يطابق الواقع، فعلي الرغم من كل التغيرات بالشرق الأوسط وتحول سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي آسيا والأهمية المتزايدة للأفكار والمعرفة بدلا من البضائع المحملة في حاويات، إلا أن فكر إسماعيل باشا وسعيد باشا بأن أهمية هذا الممر المائي ستكون علي المدي الطويل لا يزال قائما، فعلي سبيل المثال عبرت 21415 سفينة عبر القناة في عام 2008، وعلي الرغم من أن عدد السفن تراجع إلي 17 ألف فقط خلال الفترة الأخيرة فإن الممر المائي الدولي لا يزال يتحكم في 8% من التجارة العالمية وفي عام 2012 جني أرباحا وصلت إلي 5120000000 دولار مما ساهم في سد احتياجات اقتصادية لا تعد ولا تحصي لمصر.
وقال كوك إنه بصورة مجردة فإن البحرية الأمريكية قد تجد بديلا لقناة السويس فيمكنها نقل السفن من المحيط الهادئ إلي المحيط الهندي ومن بعده إلي الخليج العربي، ولكن في حالات الطوارئ الأخري يكون عامل الوقت مهما ويتطلب معه الحركة السريعة للسفن من البحر الأبيض إلي الأحمر من خلال قناة السويس مما يوفر مسافة تقدر بحوالي 6 آلاف كيلو متر، ووقت يقدر بثمانية أيام في أقصي سرعة للسفن.
وأكد كوك أن من منظور البحرية الأمريكية لا تزال قناة السويس الطريق الأكثر كفاءة وفعالية واقتصادية وتلبية للمطالب بالنسبة لهم، لاسيما في وقت تخفيض الميزانية، وحتي إشعار آخر ستظل القناة كنزا لا مثيل له بالنسبة لضباط البحرية الأمريكية وصناع القرار في واشنطن.
وأضاف كوك أن قناة السويس كانت نتاج وجود حساسية من قبل حكامها لأوروبا خاصة خلال العصر الذي شيدت فيه، وكانت سببا في المنافسة الإمبريالية الاستعمارية بالمنطقة والتي ساندتها رغبة حكام مصر في إرضاء باريس ولندن، كما أنها ساهمت إلي حد كبير في توطيد السيطرة الأوروبية علي مصر، كما ساعدت علي ضمان استمرار أهمية القاهرة، فالمصريون هم ورثة حضارة عظيمة ومركز للثقافة العربية ومصر لها تاريخ من الريادة في الشرق الأوسط، كما أن قناة السويس تساهم دائما في وجود الدعم من الدول العظمي حتي يضمنوا عبورهم من هذا الممر المائي المهم.



.
.

0 التعليقات :

إرسال تعليق